twitter



عندما أكتمل البدر في تلك الليلة المظلمة ، وأرتسخت ملامحه، وجماله الفتان الجذاب في ،وسامته المتواضعة ،إبتسامته الشفافة ، أكتملت بذلك مشاعري الصغيرة وأحاسيسي ليكون لديها فيروس الحب الذي سرعان ما أنتشر ليعم قلبي الصغير داخل جسمي المحب ،أكتمل البدر ليكون عنوان لإسمي ،أكتمل ليلتصق اسمه مع اسمي ليكون قلبا واحدا ... يقول أني أحبك ، وأنت حبي .
أحب ذلك البدر ،أحب ذلك البدر الذي يتمشى في شوارع هذا الكون .... أني أحببت بدر .. وبدري وبدر السماء واحد ،ولكن بدري إنسان يعشق ،ويحب ،ويكفى أنه أخو الثريا فكلهما من صنف السماء العالية وبتواضعهما أحببتهم.
أني أعشق البدر وما فيه.







نعم أحبها ، أحبها في الله ،وقد أعلنت لها بحبي منذ بداية عقد صداقتنا ،لتتحول بعد ذلك إلى أخوة لا تعرف معنى لفكها وتمزيقها ، نعم تلك الاخوة ذات الصلة الوثيقة التي تربطها الايمان بالله والتقوى والاخلاص .

دائما ما يتحسس الإنسان من الشخص الذي يحبه أو ربما، وهذا يتوقف على شخصية المحب ،فالحب أسمى المشاعر، والشعور، وأحلاها، وأنقاها، وأصدقها ، ولايعرف الحب إلا من من ذاق طعم العسل فيها والعسل هونتاج ذلك الحب وعسل صداقتنا وأخوتنا حب الله وياله من حب ،شعور جميل أن تحب شخصا في الله .
حب قدر ما تشاء وقدر ما تريد ولكن ليكون ذالك الحب صادق ، عليك بمعرفة شخصية محبوبك الذي حجز له مكان في قلبك ،أعرفه ليكون حبك صادق بمعنى صداقة الطفولة الشفافة ،وبعد أكتمال ملامح هذا الحب فليس هناك قوة في العالم تهز أو تجرح ذلك الحب ومما حصل من خلاف بينكم فليس ذلك سوى زعل أحباب وبعدها ترجع الامور إلى مسارها المعتاد نحو الصراط المستقيم ، وبعدها أيقنت الحب ذلك الحب الذي لا يعرف سوى التسامح والصفح ، أيقنته بعد أن كنت في لهو معه بين زعلان وراضي ومعاتب وغيور ،أيقنته بعد صداقة وأخوة دامت ومازالت في الدوام ثلاث سنوات بحلوها ومرها، وعلامة حب الصداقة في قلبك أن تقول لمن تحب غبت عنك عني فظننت أنك أني .
ذق طعم حب الصداقة الصادقة في الله، في السراء والضراء وفي الحلوة والمرة .
وأخيرا أني أحبك في الذي أحببتني فيه .


الصيف وما أجمل الصيف ذلك الجو المتشبع بأشعة الشمس الحارقة والجافة من الامطار التي لا تعرف مجالا للرحمة وفيها أتذكر عندما كنت صغيرة عندما كانت آمالي صغيرة وبريئة ،أتذكر تلك الايام الخالية وأتذكر عندما كنا نعيش في منطقة ،تلك المنطقة التي كنا فيها صغار نلعب وندق في ارجائها معنى الطفولة ،تلك المنطقة التى خبئت في جعبتها معنى الحياة واللعب والمرح تلك المنطقة التي عاصرنا فيها عجائز وها هم اليوم تحت التراب خالدين إلى قيام الساعة ، تلك المنطقة التي طالما زعلنا فيها وتخاصمنا فيها وتضاربنا فيها ولعبنا فيها ومرحنا فيها وأقمنا فيها الرحلات التي ما زالت تأخذ مساحة في ذاكرتي الصغيرة ، تلك المنطقة التي تدعى بالمقياض ،واللعب على سطح رملي في الجبل ،حيث نضع قطعة من الالمنيوم أو من الحديد ،حيث تكون على شكل مستطيل تكون طولها مترين أو متر ونصف ،وكنا نجلس عليها على مرتفع من الجبل ونتزحلق إلى الاسفل ويالها من لعبة كأنها قطار الموت في زمانها ،وحيث نحن غارقون في هذه اللعبة ومستمتعين فيها إلا بعجوز قد ضحك الزمان له فإذا هو يحرك جسمه الهزيل حركة بطيئة تكاد توصله إلينا ، ولكن ما زال هناك صوته الذي لم يستطع الزمان من إسكاته فما أن فتح فمه إلا بصوت جلجل المكان معلنه عن مغادرة المكان واللعب في مكان أخر ،ونحن مثل الفئران نتقاذف هنا وهناك تقودنا أرجلنا الصغيرة إلى مكان أخر تاركين المكان بلا حياة ولا صوت وكأنما أعصار خطفنا بلحظة رحمك الله أيها العجوز وأسكنك في فسيح جناته ، وتتكلم الشمس في الصيف وبلونها الذهبي الذي يغطي المكان بحرارته القاسية والتي لا تعرف سبيل للرحمة ، وليس في الصيف حرارته وحرقه وقسوته فحسب بل هناك تنادي وتصيح الدبابات الحمراء والصفراء وهي حشرة لادغة تعرف بالدبور والتي نال جسمي الصغيرة في طفولتي منها لدغات وآهات ،حيث كنت في ساحة منزلنا وكنت أشرب الماء البارد وكانت أمي تقوم بمآربها هي الأخرى ، فما هي إلا بلحظات فتحت فيها فمي الصغير بصرخة قوية مؤلمة مصحوبة بشلالات صغيرة من عيناي الصغيراتان ، وبلدغة من الدبور الاحمر في ظهري النحيف بكيت حتى جفت دموعي ولا أنسى كيف كانت أمي تداويني من تلك الدغة المؤلمة ............... ايام أنقضت وولت وأيام سوف تأتي وتول وتستمر الحياة ويبقى القلب هو القلب وأبقى أنا هي أنا وأبي هو أبي وأمي هي أمي وأخواتي إخواني هم أخواتي وإخواني والاصدقاء هم الاصدقاء وتتجدد الصداقة وتتفاوت بين عزيز وغالي وقريب وبعيد وتبقى كلمة لا إله إلا الله هي العليا وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام


الدردور منطقة جبلية تتربع في أحضان قمم جبال مسندم الشاهقة في شمال سلطنة عمان ، تغازلها الشمس بإبتسامة الصباح المشرقة ، ويداعبها نسيم البحر في جنوبها حيث حيوت المنطقة الساحلية ذات المياه الزرقاء والشاطئ الابيض الساحرة بجمالها الرباني وفي شمالها هناك قصص من تاريخ قبائل لا يعرفها التاريخ ولكن الأحجار عرفتها ودونت إسمها من ذهب في احجارها الصلبة وفي غربها مسافة صعود ونزول في الجبال لتقودك إلى خصب ، وهناك يتوسط المكان بيت أبيض وكأنه بيت الابيض في زمانه وقد رصت حجارته رصا رصا كالياقوت البراق ولونت باللون الابيض الصافي ،نعم بنيت بعزيمة من صاحبها ،بنيت بعزيمة من إبن ترابها وصخورها ،بنيت وما زالت يده مرصعة في جدرانه وفي غرفه وفي ساحاته،نعم كل الطرق تؤدي إلى الدردور ،ليس هناك مجال للذهاب إليها عن طريق السيارة ، ومن أراد الذهاب إليها ما عليه سواء تحريك أرجله نحو الجبل الشاهق ولكن الوصول إليها أقرب إلى الوصول إلى قمة أفرست من بعدها ووعرة جبالها صعودا ونزولا ولكن ما أن تصل إليها إلا بنظرة منها تنسى ما كان فيك من تعب ، قد لا يكون لديك نفس الاحساس الذي أحس به لأنك لست من ترابها ولست من صخورها ولكن داري داري همة أجدادي تجبرني على هذا الاحساس الجميل . وسأظل أتغنى على ترابها ما دامت في الحياة لفحة من الماضي التليد.