الصيف وما أجمل الصيف ذلك الجو المتشبع بأشعة الشمس الحارقة والجافة من الامطار التي لا تعرف مجالا للرحمة وفيها أتذكر عندما كنت صغيرة عندما كانت آمالي صغيرة وبريئة ،أتذكر تلك الايام الخالية وأتذكر عندما كنا نعيش في منطقة ،تلك المنطقة التي كنا فيها صغار نلعب وندق في ارجائها معنى الطفولة ،تلك المنطقة التى خبئت في جعبتها معنى الحياة واللعب والمرح تلك المنطقة التي عاصرنا فيها عجائز وها هم اليوم تحت التراب خالدين إلى قيام الساعة ، تلك المنطقة التي طالما زعلنا فيها وتخاصمنا فيها وتضاربنا فيها ولعبنا فيها ومرحنا فيها وأقمنا فيها الرحلات التي ما زالت تأخذ مساحة في ذاكرتي الصغيرة ، تلك المنطقة التي تدعى بالمقياض ،واللعب على سطح رملي في الجبل ،حيث نضع قطعة من الالمنيوم أو من الحديد ،حيث تكون على شكل مستطيل تكون طولها مترين أو متر ونصف ،وكنا نجلس عليها على مرتفع من الجبل ونتزحلق إلى الاسفل ويالها من لعبة كأنها قطار الموت في زمانها ،وحيث نحن غارقون في هذه اللعبة ومستمتعين فيها إلا بعجوز قد ضحك الزمان له فإذا هو يحرك جسمه الهزيل حركة بطيئة تكاد توصله إلينا ، ولكن ما زال هناك صوته الذي لم يستطع الزمان من إسكاته فما أن فتح فمه إلا بصوت جلجل المكان معلنه عن مغادرة المكان واللعب في مكان أخر ،ونحن مثل الفئران نتقاذف هنا وهناك تقودنا أرجلنا الصغيرة إلى مكان أخر تاركين المكان بلا حياة ولا صوت وكأنما أعصار خطفنا بلحظة رحمك الله أيها العجوز وأسكنك في فسيح جناته ، وتتكلم الشمس في الصيف وبلونها الذهبي الذي يغطي المكان بحرارته القاسية والتي لا تعرف سبيل للرحمة ، وليس في الصيف حرارته وحرقه وقسوته فحسب بل هناك تنادي وتصيح الدبابات الحمراء والصفراء وهي حشرة لادغة تعرف بالدبور والتي نال جسمي الصغيرة في طفولتي منها لدغات وآهات ،حيث كنت في ساحة منزلنا وكنت أشرب الماء البارد وكانت أمي تقوم بمآربها هي الأخرى ، فما هي إلا بلحظات فتحت فيها فمي الصغير بصرخة قوية مؤلمة مصحوبة بشلالات صغيرة من عيناي الصغيراتان ، وبلدغة من الدبور الاحمر في ظهري النحيف بكيت حتى جفت دموعي ولا أنسى كيف كانت أمي تداويني من تلك الدغة المؤلمة ............... ايام أنقضت وولت وأيام سوف تأتي وتول وتستمر الحياة ويبقى القلب هو القلب وأبقى أنا هي أنا وأبي هو أبي وأمي هي أمي وأخواتي إخواني هم أخواتي وإخواني والاصدقاء هم الاصدقاء وتتجدد الصداقة وتتفاوت بين عزيز وغالي وقريب وبعيد وتبقى كلمة لا إله إلا الله هي العليا وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام
الأحد, أبريل 25, 2010 4:10:00 م
لا أخفيك حين كنت أقرأ هذا النص تذكر نفس الشعور الذي بوحت به، ونفس الإحساس حين تذكرت طفولتي..
وهذه تدوينة علني أشاطرك بها لوعتك
http://hams-rroh.blogspot.com/2010/01/blog-post_26.html