وسط الجبال الشامخات ،وسط تلك الارض المسطحة التى ترتفع تارة وتنخفض تارة آخرى تلك الارض التي تخلوها علامات أوسمات التطور والتحضر وسط المراعي التي تخضر فترة من الوقت ثم ماأن تلبث لتعود إلى جفافها وسط الشهامة والنخوة وسط الكرامة والكرم والطيب وسط الهدؤء الرقيق ،تحكي هناك قصة من تلك القصص العريقة التى تسمى بأصالة البدو. أصبحنا وأصبح الملك لله والحمدلله على الفجر نصحى على الله أكبر وركعتين وقرآن مشهود فيها تقسم الارزاق ،نصحى على رائحة الخبز المحترق بلفحة من النار في تلك الحفرة الدائرية أو برائحة الخبز المحمر بالزيت أوبآي نوع آخر من ذلك الخبز أو بآي طبخة من تلك الطبخات الشهية ، نصحى مع النشاط وقد تطاير عنك كل الكسل ، نصحى على إبتسامة الوالدين وحديثهما وضحكاتهما منذ الصباح أو بصراخ تلك الحفيدة الصغيرة التي تزعج الصباح بصراخها أو أحيانا تغازله بإبتسامتها البريئة ،نصحى وفي عيوننا أمل جديد مشرق وماأن تستيقظ الشمس بالنهوض ألا والبهائم قد سلكت رحلتها اليومية في تلك الجبال سارحة في أرض خالقها وياريها ولا يتكحل الصباح إلا بقهوة الصباح بالنساء الذين يزرن بيتنا كل صباح مع سوالفهم المتواضعة وبالعطور والبخور تنتهي الزيارة لينتقلنا إلى البيت التالي ويستقيم الوقت ليأخذنا إلى العصر حيث روعة جمال الجو هناك تندمج الالوان مع بعضها وتتلاطم التعابير في جوها المنعش الهادئ النظيف لتأخذك في نزهة قصيرة مع جمال الطبيعة الصافية.
وما أن تكون هناك إجازة إلا تسابقت أقدامنا لتأخذنا إلى المول لكن مول البدو غير!مولنا غير! ليس كمول صنع بالاسمنت والطابوق والسراميك والرخام أنما بنى من الحجارة والطين ورصت حجارتة بأصابع بانيها ومولنا ليس كمول الذي تنيره المصابيح البيضاء والصفراء والملونة الجذابة بأنواعها المبهرة إنما تنوره سراج قديم بنوره الاصفر المشع المطمئن والمسر للنظر ،مولنا ليس ممن يزوره الاجانب والجنسيات الاخرى المختلفة وليس ممن يستقطب السياح له إنما هي القبور التي احتضنت فيها بعد أن سكنوا المكان ، مولنا ليس كمول الذي تباع فيه الماركات والمتاجر العالمية وتلك الاغراض والملابس الفاتنة والجذابة وتلك المطاعم الشهية التى لا تنتهي والتى تحضن كل ما طاب لك ولذ إنما فيه تلك البساطة التى تخلو فيه حتى بقالة صغيرة ويطهى الطعام من جمع من الحطب مع غزل من كبريت ينضج الطعام ويصبح من آلذ الماكولات وأطيبها مع لمسات اصابع رائحة النار فيها تجعل اللذه أشهى وأشهى وليس مولنا كمول الذى تتواجد فيه الالعاب بحجمها الكبيرة والصغيرة والخطيرة إنما فيها الصخور التي ترتفع في مكان وتنخفض في مكان وتزينها بعض الشجيرات الصغيرة الخضراء هنا وهناك لكن لا تظهر تلك الشجيرات إلا بالشتاء حيث يكون الجمال قد اكتمل واتضحت صورته وملامحه ،مولنا بيت ابيض كبياض قلوب ساكنيها البيضاء الصافية ،هناك يتربع في سفوح الجبال وفي ذراعه اليمين بئر من الماء النظيف الذي له طعم خاص وله ميزة خاصة ،ويصرخ هناك البحر بزرقته الهادئة ،وغرفة تبعث فيك الراحة بسراجه اللتى تنبعث منه رائحة الزيت الذي يغذيها وحتى رائحة الزيت فيها الدفء .
هذا هو مولنا مول البدو النقي من شوائب ومخلفات التطور والتحضر الذي اجتاح العالم ،فلست ضد التطور ولكن نريد أن نحس بقيمة الماضي ونعيد سطوة مجده .
وما أن تحتضنك الديار إلا تنسى الدنيا وما فيها من هموم ومتاعب واشغال وما فيها الدراسة والامتحانات والبحوث ،تعيش فترة نقاهة طبيعية وتستيقظ في صباحها برائحة النسيم النقي والمنعش وبزقزقات تلك العصافير المرحبة بك.
وما أجملها من ديار كيف لا ورائحة اجدادي فيها وقد بناها يد غالي فمتى يأتي ذلك الموعد لأكون في احضانه اتربع في ربوع ذلك المول الفريد من نوعه
فهل بعد هذا المول مولا
لا أظن ذلك....
الجمعة, يناير 07, 2011 9:44:00 ص
ما أجمل مول البدو ف أنا بدوية مثلك و أفتخر بهذا الموول و أسلوبك أكثر من رائع و بوركت أناملك على ذلك.....